[tabletext="width:100%;background-image:url('http://katka5212.bloglap.hu/kepek/201212/arany30.gif');"][cell="filter:;"]
[align=center][align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://katka5212.bloglap.hu/kepek/201210/1118.gif');border:10px double burlywood;"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:80%;background-color:black;border:10px groove burlywood;"][cell="filter:;"][align=center]
 
هذه البلاد شقة مفروشة !
  هـذي البـلاد شـقـةٌ مفـروشـةٌ ، يملكها شخصٌ يسمى عنتره … 
يسـكر طوال الليل عنـد بابهـا ، و يجمع الإيجـار من سكـانهـا .. 
و يطلب الزواج من نسـوانهـا ، و يطلق النـار على الأشجـار … 
و الأطفـال … و العيـون … و الأثـداء …والضفـائر المعطـره ... 
هـذي البـلاد كلهـا مزرعـةٌ شخصيـةٌ لعنـتره … 
سـماؤهـا .. هواؤهـا … نسـاؤها … حقولهـا المخضوضره … 
كل البنايـات – هنـا – يسـكن فيها عـنتره … 
كل الشـبابيك عليـها صـورةٌ لعـنتره … 
كل الميـادين هنـا ، تحمـل اسـم عــنتره … 
عــنترةٌ يقـيم فـي ثيـابنـا … فـي ربطـة الخـبز … 
و فـي زجـاجـة الكولا ، و فـي أحـلامنـا المحتضـره ... 
مـدينـةٌ مهـجورةٌ مهجـره … 
لم يبق – فيها – فأرةٌ ، أو نملـةٌ ، أو جدولٌ ، أو شـجره … 
لاشـيء – فيها – يدهش السـياح إلا الصـورة الرسميـة المقرره .. 
للجـنرال عــنتره … 
فـي عربـات الخـس ، و البـطيخ … 
فــي البـاصـات ، فـي محطـة القطـار ، فـي جمارك المطـار.. 
فـي طوابـع البريـد ، في ملاعب الفوتبول ، فـي مطاعم البيتزا … 
و فـي كل فئـات العمـلة المزوره … 
فـي غرفـة الجلوس … فـي الحمـام .. فـي المرحاض .. 
فـي ميـلاده السـعيد ، فـي ختـانه المجيـد .. 
فـي قصـوره الشـامخـة ، البـاذخـة ، المسـوره … 
مـا من جـديدٍ في حيـاة هـذي المـدينـة المسـتعمره … 
فحزننـا مكررٌ ، وموتنـا مكررٌ ،ونكهة القهوة في شفاهنـا مكرره … 
فمنذ أن ولدنـا ،و نحن محبوسون فـي زجـاجة الثقافة المـدوره … 
ومـذ دخلـنا المدرسـه ،و نحن لاندرس إلا سيرةً ذاتيـةً واحـدهً … 
تـخبرنـا عـن عضـلات عـنتره … 
و مكـرمات عــنتره … و معجزات عــنتره … 
ولا نرى في كل دور السينما إلا شريطاً عربياً مضجراً يلعب فيه عنتره … 
لا شـيء – في إذاعـة الصـباح – نهتـم به … 
فـالخـبر الأولــ – فيهـا – خبرٌ عن عــنتره … 
و الخـبر الأخـير – فيهـا – خبرٌ عن عــنتره … 
لا شـيء – في البرنامج الثـاني – سـوى : 
عـزفٌ – عـلى القـانون – من مؤلفـات عــنتره … 
و لـوحـةٌ زيتيـةٌ من خـربشــات عــنتره ... 
و بـاقـةٌ من أردئ الشـعر بصـوت عـنتره … 
هذي بلادٌ يمنح المثقفون – فيها – صوتهم ،لسـيد المثقفين عنتره … 
يجملون قـبحه ، يؤرخون عصره ، و ينشرون فكره … 
و يقـرعون الطبـل فـي حـروبـه المظـفره … 
لا نجـم – في شـاشـة التلفـاز – إلا عــنتره … 
بقـده الميـاس ، أو ضحكـته المعبـره … 
يـوماً بزي الدوق و الأمير … يـوماً بزي الكادحٍ الفـقير … 
يـوماً عـلى طـائرةٍ سـمتيـةٍ .. يوماً على دبابة روسيـةٍ … 
يـوماً عـلى مجـنزره … 
يـوماً عـلى أضـلاعنـا المكسـره … 
لا أحـدٌ يجـرؤ أن يقـول : " لا " ، للجـنرال عــنتره … 
لا أحـدٌ يجرؤ أن يسـأل أهل العلم – في المدينة – عن حكم عنتره … 
إن الخيارات هنا ، محدودةٌ ،بين دخول السجن ،أو دخول المقبره .. 
لا شـيء فـي مدينة المائة و خمسين مليون تابوت سوى … 
تلاوة القرآن ، و السرادق الكبير ، و الجنائز المنتظره … 
لا شيء ،إلا رجلٌ يبيع - في حقيبةٍ - تذاكر الدخول للقبر ، يدعى عنتره … 
عــنترة العبسـي … لا يتركنـا دقيقةً واحدةً … 
فـ مرة ، يـأكل من طعامنـا … و مـرةً يشرب من شـرابنـا … 
و مرةً يندس فـي فراشـنا … و مـرةً يزورنـا مسـلحاً … 
ليقبض الإيجـار عن بلادنـا المسـتأجره
  align]
 
 [/align][/cell] 
[/tabletext][/align][/align] 
[/cell][/tabletext] 
[/align][/align][/cell][/tabletext]