السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.:: التوكل على الله ::.
التوكل فريضة يجب الاخلاص فيه لله تعالى لله 
تعالى ، لأنه من أفضل العبادات 
.:: حقيقة التوكل ::.
قال تعالى : (( وتوكل على الحي الذي لايموت ))
في هذه الآية أمر من الله تعالى لنبيه صلى الله 
عليه وسلم
أن يتوكل عليه سبحانه وتعالى ، وألا يركن إلا 
إليه لأنه الحي
الذي لا يموت ، وهو القوي القادر سبحانه وتعالى 
، ومن يتوكل 
عليه سبحانه فهو حسبه ( أي كافيه ومؤيده 
وناصره )
ومن توكل على غير الله ، فإنما يتوكل على من 
يموت ويفنى .
.:: والتوكل معناه ::.
صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في 
استجلاب المصالح ودفع
المضار ، من أمور الدنيا والآخرة كلها ، وأن 
يكل العبد أموره كلها 
إلى الله سبحانه ، وأن يحقق إيمانَه بأنه لا يعطي 
ولا يمنع ، ولا يضر
ولا ينفع سواه عز جل ..
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ، قال 
رسول الله صلى
الله عليه وسلم : 
" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله ، لرزقكم 
كما يرزق الطير ،
تغدو خِماصا، وتعود بِطانا "
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في تفسير هذا 
الحديث :
( هذا الحديث أصل في التوكل ، وأنه من أعظم 
الأسباب التي
يُستجلب بها الرزق )
و قال تعالى :
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن التوكل يجمع 
أصلين :
(علم القلب وعمله )
أما علمه 
فيقينه بكفاية وكيله ، وكمال قيامه بما وكله إليه ، 
وأن غيره
لا يقوم مقامه في ذلك.
وأما عمله 
فسكونه إلى وكيله وطمأنينته إليه ، وتفويضه 
وتسليمه أمره إليه ،
ورضاه بتصرفه له فوق رضاه بتصرفه هو لنفسه 
.
فبهذين الأصلين يتحقق التوكل .
والمقصود
( أن القلب متى كان على الحق كان أعظم 
لطمأنينته وسكونه ووثوقه
بأن الله وليه وناصره )
والتوكل على الله نوعان 
أحدهما : توكل عليه في تحصيل حظ العبد من 
الرزق والعافية
وغيرهما . 
والثاني : توكل عليه في تحصيل مرضاته .
فأما النوع الأول 
فغايته المطلوبة وإن لم تكن عبادة لأنها محض 
حظ العبد ، فالتوكل
على الله في حصوله عبادة ، فهو منشأ لمصلحة 
دينه ودنياه.
وأما النوع الثاني 
فغايته عبادة ، وهو في نفسه عبادة ، فإنه استعانة 
بالله على ما 
يرضيه ، فصاحبه متحقق بإياك نعبد وإياك 
نستعين .
فلنتوكل على الله في جميع أعمالنا