بني نعيم
بني نعيم بلدة عربية تبعد عن الخليل إلى الشرق مسافة 8 كم تقريباً وتربطها بها طريق معبدة من الدرجة الثانية. أقيمت بلدة بني نعيم على بقعة قرية "كفار بروشا" الحصينة في العهد الروماني. وبعد الفتح العربي الإسلامي عرفت باسم كفر بريك. ولما نزلت قبيلة النعيميين جنوبي فلسطين واستقرت طائفة منها في ناحية كفر بريك نسبت القرية إليهم، وأصبحت تعرف منذئذ باسم بني نعيم.
نشأت بلدة بني نعيم فوق بقعة مرتفعة من جبال الخليل تمثل الحافة الشرقية لهضبة الخليل وتعلو 968م عن سطح البحر. تتألف من بيوت مبنية من الحجر أو من الإسمنت أو من الطين، ويتخذ مخططها شكل المستطيل الذي يمتد امتداداً شمالياً شرقياً – جنوبياً غربياً في محور عمراني يحاذي الطرق المؤدية إلى الخليل. وتضم القرية محلات تجارية متناثرة بين البيوت السكنية، وفيها جامع ينسب إلى النبي لوط يؤمه الزوار سنوياً. وفي بني نعيم ثلاث مدارس ابتدائية وإعدادية للبنين والبنات. ومن الآثار التي ما زالت قائمة في البلدة حتى الوقت الحاضر بقايا سور عال مربع الشكل على زواياه أبراج، ولعله من بقايا الحصن الروماني. وتعود آثار أخرى أحدث بناء إلى عهد الملك الظاهر برقوق، وقد أقيمت لمنع غارات البدو على البلدة وأطرافها. ونتيجة لتوسع البلدة وامتداد رقعتها العمرانية ازدادت مساحتها من 152 دونماً في عام 1945 إلى 400 دونم عام 1980. ويشرب السكان من مياه الأمطار التي تجمع في آبار يتركز معظمها في شمال وغرب البلدة. وفي البلدة ينبوعان للمياه، لكن مياههما قليلة لا تكفي حاجة السكان.
تبلغ مساحة أراضي بني نعيم 71,667 دونماً، منها 8 دونمات للطرق والودية. وأراضيها متوسطة الخصب تزرع فيها الحبوب والخضر في الجهات المنخفضة وبطون الودية، والأشجار المثمرة في سفوح المنحدرات الجبلية. وأهم الشجار المزروعة الزيتون والعنب والمشمش واللوز والتفاح والتين. وتعتمد الزراعة على مياه الأمطار التي تهطل بكميات كافية للزراعة ولنمو العشاب الطبيعية.
بلغ عدد سكان بلدة بني نعيم في عام 1922 نحو 1,179 نسمة، وازداد عددهم في عام 1931 إلى نحو 1,646 نسمة كانوا يقيمون في 320 بيتاً. وقدر عددهم في عام 1945 بنحو 2,160 نسمةن وفي تعداد 1961 وصل عددهم إلى 3,392 نسمة. ويقدر عددهم عام 1980 بأكثر من 5,000 نسمة. وهم يعودون بأصولهم إلى جهات وادي موسى في شرقي الأردن، وإلى جماعة من دورا نزلت البلدة من عهد قريب.
يعتمد سكان بني نعيم في معيشتهم على الزراعة والتجارة وتربية المواشي. وقد اعتاد الرعاة النجعة بمواشيهم في أواخر فصل الشتاء إلى الأراضي الشرقية لبني نعيم التي تعرف باسم المسافرة، وهي جزء من برّية الخليل المطلة على البحر الميت. ويبقون في هذه المنطقة حتى أواخر الربيع. وخلال إقامتهم المؤقتة في بيوت الشعر غربي البحر الميت يقومون بصناعة منتجات الألبان ويبيعونها في أسواق بلدتهم وفي الخليل. وقد انكمشت حرفة الرعي بعد عام 1948 وأخذت تحل محلها حرفة التجارة التي تأتي في المرتبة الثانية بعد حرفة الزراعة.
|