وتعد سنة 77 من الهجرة بمثابة الحد الفاصل في هذا الشأن، حيث تم صك أول دينار ذهبي عربي (إسلامي) خالص في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان بدمشق وتم الاستغناء عن كافة الصور والرموز الملكية والمأثورات الدينية المسيحية التي يحتملها الدينار البيزنطي، وصدر أول دينار عربي خالص بوزن مثقال (4.25 جرام من الذهب) مشتملاً على المأثورات الدينية الإسلامية وأهمها "الشهادة" مع ذكر سنة الصك، كما تم ضرب أول درهم فضي عربي خالص في سنة 78 هجرية (ويزن حوالي 2.8 جرام من الفضة)، حيث تضمن مأثورات التوحيد وعبارات قرآنية من "سورة الإخلاص" بالإضافة إلى ذكر مدينة وسنة الضرب. وأصبح ضرب وتوزيع العملة الإسلامية المستحدثة في دور صك العملة بدار الخلافة -وبمختلف البلدان التابعة للخلافة لاحقاً- هو السمة والنمط المعمول به في كل سنة هجرية جديدة، ومن ثم تم توزيع وتداول السكة الجديدة التي حلت محل غيرها من العملات بشكل رسمي في مختلف البلاد التابعة للخلافة الإسلامية الدولة الأموية.
ويعد الدينار العربي المؤرخ في سنة 77 هجرية من أندر العملات الإسلامية، حيث يتواجد منه نماذج قليلة موزعة على بعض المتاحف الكبرى والمراكز البحثية والعلمية فضلاً عن العدد اليسير المتواجد منه في حوزة قلة من كبار هواة اقتناء العملات حول العالم.
|