#1
|
|||
|
|||
راهبات الشرق
راهبــات الشرق
أحيا حياة الرهـبان ِ فلا أسمع ُ همس حبـيب ٍ ولا أفـتح ُ أحضان ِ حياتي حياة ُُ فأر ٍ دام عـَـيْـشُـه ُ بـين الجدران ِ يأكل ُ الجبن في العـَـتـمََـة ِ ويعـود في صمت ٍ خلف َ الحيطان ِ سُـنون ٌ مضت وأنا أنـتـظر فك ّ قيدي تحطيم َ القـضـبان ِ لكني أخشى ظِـلّـي .. مرآتي .. عِِـقـَـابَ العِِـصيان ِ راهـبة ٌ أنا رغـم أنـّـي لا أعـرف ُ نـُـسك َ الرّهـبان ِ لكن ّ فـتـيات الشرق راهبات ٌ بأمر ِ العـشيرة ِ وحكم ِ الإخوان ِ أُغـلقـَـت ْ نوافـذي خوفا ً من عـيون ِ النـّـاس ِ أن تراني باب غـرفـتي مغلق ٌ لا يُـفـتح ُ إلا بأمر ِ سجّـاني متـّـهمة ٌ أنا بتهمة ِ الأنوثة ِ في قـانون قــحْـطان ِ وهل خـُـلق ََ عـصفـور ٌ ليحيا خـَـلف ََ القـضـبان ِ هكذا الشرق لا يُـفـرّق بـين الملائكة والشيطان ِ يعـذب النسوة َ بالسجن ِ وصهيل الحصان ِ منذ ولادتي وأنا أشعـر بالذل ّ والهوان ِ فـقـد ماتـت أمي عـندما عـرفـت أني لست من جنس ِ الصـبـيان ِ في هذا الجُـحْـر ِ نـُـفـيْـت ُ وفيه تم نسياني ألست ُ بشرا ً أم إن البشر فـقـط من الفـتـيان ِ جائعـة ٌ أنا إلى الحب ّ وللحنان ِ فـقـط سئمت كؤوس العـلقـم والحرمان ِ أخال ُ نـفـسي دوما ً عـروسا ً جميلة ً بـين الفرسان ِ أحلُُم ُ بـيوم ٍ أخرج ُ فيه من الجُـحْـر ِ بعـيدا ً عـن الفئران ِ بعـيدة ٌ أنا بُـعـد َ اللؤلؤة ِ في جوف ِ الخـُـلجان ِ لا أرى أحدا ً ولا أحدٌ يراني أتخبط في أحلامي كما يتخبّـط ُ صاحب الكأس ِ السكران ِِ وفي آخر الحلم أتذكر أني أنـغـمس في الهذيان ِ أي حياة تلك التي أحياها والجند ُ في كل الأركان ِِ حتى أصبحت أتكلم كالبُـكـْـم ِ .. أبصر ُ كالعـُـميان |
|
|