#1
|
|||
|
|||
هذه الصورة اعرفها
هذه صورة اعرفها من ذكريات النكبة هي صورة كانت معلقة في حجم كبير يغطي جدار غرفة عيادة فرنسية نقلت اليها بعد مصابي كأن ادارة العيادة تعمدت وضع هذه الصورة أمامي حتى انام وانا أتأملها وتكون أول ما يقع عليه بصري حين اصحو كنت أتطلع اليها كابله لا اميز لها خطوطا ولاتثير في نفسي معنى كنت عنها مشغولا بإلفي التي فقدتها، بمامضى من اسعد ايامي ، بهدية الوضع عايدة ابنتنا.. هل لحقت بأمها ام مازالت على قيد الحياة ؟ بعد شهر من علاج صحوت ذات صباح على بكاء رضيعة بجانبي .. على التو عرفتها .. صورة ناطقة من ضحى بكل دقة تقاطيعها ، بغمازة الخد الأسيل ، ......... احتضنتها وشهقت شهقة عميقة جعلتني استعيدالنطق .. رباه إني اتكلم ... بكيت كما لم يبك رجل من قبل وكلما ازددت بكاء ازددت راحة .. بعد وقت طويل دخل عندي طبيب .. كان يكلمني فأسمعه ، يسألني فاجيبه ... بعدها أخذ عايدة من يدي وسلمها الى ممرضة كانت قد لحقت به ثم قال بفرنسية راقية وكلمات هادئة موحية : هل لاحظت الصورة التي أمامك .. كيف وجدتها؟ اجبت باندهاش وكأني أرى الصورة لأول مرة : ما ركزت فيها بعد قال: أين انت الآن ؟ ودون أن ينتظر ردا قال: انت في عيادة ، خارج وطنك تملك مالا ،ولك نسب، واهل اتوا بك هنا للعلاج من شيء تافه .. نمتَ مدة، ثم ارتحت ،وحين صحوت وجدت هدية.. الصغيرة عايدة ورغم ذلك ما تربعت على وجهك بسمة ولا غزاالفرح عينيك هؤلاء الذين أمامك فقراء بسطاء لا مال لهم ولا مكانا كافيا للنوم ورغم ذلك استطاعوا النوم براحة ومعهم قطتهم وكلبهم ودجاجة هي التي ترعاهم حتى سقف البيت يقطر ماء تحت وابل الأمطار..تمعن... وحدها المظلة كانت للاب وقاية البسمة على كل الشفاه النائمة على سريرمكسور مدعم بطوب وحجر لو قارنت بينك وبين الصورة لوجدت ان المال والنسب لايصنعان الحياة ،وان السعادة ليست بالمال والزوجة والاولاد السعادة الحقيقة هي ان تعي نفسك وتعي ان الحياة لن تتوقف سيان واجهتها او انزويت عنها ،وان ماهو مكتوب الوقوع سيقع واستغرب كيف أنك مسلم ولم تتعلم حكمة يرددها المسلمون : اذا ذهب ما في الجيب اتاك الله بمافي الغيب سعد .. ياصغيري لديك مشكلة ..صح .. ولكن وحدك القادر على حلها اقتناعك بحقيقة الوجود.. ببساطة الحياة هي علاجك بسمتك هي دواؤك ، وبدء خطوات أخرى في الحياة جديرة أن تخمد الماضي ليصير رمادا للهيب سعد يا صغيري لقد أتيتني ميتا فأحياك الله وغدا لنا موعد مع مباراة في كرة الطائرة ستشاركني فيها انهض لتستحم فطاقم العيادة ينتظرك للاحتفال بحياتك الجديدة عانقني وضمني الى صدره ثم همس في أذني : اقرأ قليلا من كتابكم المقدس بسرعة رتلت :أفمن كان ميتا فأحييناه صدق الله العظيم محمد سعد
|
الكلمات الدليلية |
الصورة, اعرفها |
|
|