أنا وأنتِ اثنان

أنا وأنت اثنان
يتبادلان وداع الغريب
آخر القُبل المرتجفة
انفعالات مرتجلة
خوفٌ منضبط ..
شهقة فارغة
كأس الفودكا العاشر ملئ الارتياح
يغيّران الأسرة البيضاء
يسدلان الستائر كلُّ واحد منّا على حِدى
ونفغو على جانب معاكس
سريرين منفصلين
لئلا نرتطم بذات الحلم فجأة
فنسقطت في قعر الندمِ

أنا وأنت اثنان
يبدو الجو ملائماً للنّسيان
أكثر
أقبلَ آذار وأنا أتوسد البياض في البلاد البعيدة
أرتجفُ على ماضٍ كان أقلَ اضطراباً
أضع قُبعة الشتاء ، ارتدي القفازات
أُمسك ضلّي لئلا أتوه
في مُدنٍ تُخيف كثرة تطورها وسِحرها
جمال نساؤها .. رتابة قلوبهن
لغتهن الشائكة ..
أنا المُقبل على الحياة ما استطعت للنّسيان
لترميم جهة القلب المطلة على وجهك
كلَّ الجهات
ذاتي أرى الأشياء أشياوك
وحُمى ماضيكِ يستوطن خيالي الخصب للذكرى
أركض لانسى عليّ أضيع ..


أنا وأنت اثنان
خنقاً بغبار اللقاء الأول
كُنتُ أجولُ متعكزاً على لغتي
ظلّك المُمدّد كحبلِ مشنقةٍ
يطوقني
لا مناص من السعال المُرّ
والبكاء كلّما خلوت إلى سرّي
كلّما انّفضَ الأصدقاء
وسقطتُ حرفاً في مكيدة القصيدة
أبكيك كما المطر
ليلاً
فاغمى في ألمي

أنا واحدٌ
والليالي كُثُر
استثني نفسي عن أيّ ذكرى*
وأعبُر
حافياً .. شارد الذهن
ليس لي هدفاً أو سبيل
مؤقتةٌ هي الإقامة هنا
لي ما ملِك الغرباء من اسمي
ثلاثي التكوين
معتل الآخر ،
وحرب الطوائف لامتلاكي
هل انصُر أحداً بصمتي ..!
حلمي خاص
أن أصحو معافى من وعكات الحنين العابرة
احفظ رقمي عن ظهر قلب
ورقم اضبارتي في سجل المحاكمات المنتظرة
تاريخ الولادة ،
الهذيان الحُرّ
ركوب البحر ، خوفي على ما مضى
خساراتي الكُبرى
وشقائي
أنا الناجي مصادفة منّك ..
أنا الآخر .. وأنتِ الغريبة قَدر بُعدك المحتوم ..