كم كنتُ غبياً ..!!

كم كنت غبياً
عندما سرت في طريق العتمة
بعدما أمنت للبشرية جمعاء
وقلت في نفسي امضي يا فتى فالدرب هذا أمان ؟؟

كم كنت غبياً
عندما ركضتً مسرعاً نحو ذاك النور المشع من بعيد
الذي كان يضيء الأفق من بعيد
لم أكن أعلم أنه مزيف .. لا وبل كان وهم الحالمين

الباحثين عن عيش رغيد الحياة ولو لبرهة من الزمن
ليصحوا على أضحوكة الأمس
تداوي لهم جرح طفيف .. فالجروح الغميقة لا يمكن الوصول إليها
لا بحقيقة الواقع ولا حتى بسراب الأوهام

كم كنت غبياً
عندما صدقت الهمسات التي كانت تخرج من أفواه الناس
وأعتقدت أن الإنسانية في هذا الزمن
لها وجود قوي جذورها مغروسة في صلب الحياة

لم أكن أدري أن الإنسانية قد خلعت ثوبها الرديء
عن أكتف كل كائن بشري ..
فلم يعد لوجودها الحقيقي معنى

كم كنت غبياً
عندما كنت أطارد طيف الأحلام
علني أجد ما كانت ابحث عنه من ثقة وأمان
فقد صوروا لي الكوابيس كمكان مليء يصدر منه
إشعاعات من التفائل والأمل في الغد القريب أو البعيد

لم أكن أدري
أن الكوابيس ما هي إلا بقايا فتات من أوساخ الواقع العبثي
لا يخبئ في جعبته سوى واقعية الواقع المريض الحامل لكل جراثيم الحياة

كم كنت غبياً

لكن كل أملي
أن أرمي في المستنقع القريب
كل صفات غبائي
وأمضي حاملاً معي فقط أنا وآناتي فقط
إلى مكان لا يقطنه سواي ....