أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2011, 09:47 PM
الصورة الرمزية لارا
لارا غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: سوريا الشام مخيم اليرموك
المشاركات: 328
لارا is on a distinguished road
99999 العاشق المنتقم رواية

" العاشق المنتقم "
الفصل .الأول .

منذ ان هبطت الطائرة في لندن ` و ´انجريد كندريك ´ تزداد دهشة
وانبهارأ ، ارض اخرى ، سماء اخرى ، سحر اخر ... وعلى الطريق ،
قرية ´كنت ` السخية ، بلاد الاسلاف ، تمتد روعتها على التلال والاودية
الحافلة بالحصون العتيقة واديرة القرون الوسطى واروقة عصر
النهضة الرائعة .
حياتها كانت هنا ، هذا ما كانت تشعر به ´انجريد` دائما، والأن
هاهي ذي متاكدة من هذا الشعور , لقد قضت حياتها في قصر ´بيلوود
هاوس ` ، كما اكد هذه الرغبة لديها هروبها إلى ´نيويورك , لمدة شهر واحد 0

كانت ابتسامة السعادة تضيء وجه الفتاة فى كل لحظة تشعر
خلالها بارتباطها بهذا البلد المغمور بالبريق السحري الذي يضفي عليه غموضأ غريبأ كما لو كان بداخل كل حجر عند كل منحنى من الطريق اسطورة قديمة او سر طال إخفاؤه فى هذا المكان ...
`مانهاتن ` ، امبراطورية `ستيت بيلدنج ´ ، ´برودواي´ كل هذه الاماكن
اصبحت بعيدة عنها الآن وهاهي تغادرها دون ندم . إن ناطحات
السحاب وابنية `امريكا´ تفتقد كلها هذا السحر ، هذه الاصالة ، هذه
النفحة ، بل على العكس لطالما شعرت بالملل من مجرد رؤيتها ، وفي
مقابل ذلك ، يمتلئ هذا المكان بالتغيرات المختلفة بداية من المناطق
البرية الحافلة بالصخور الضخمة حتى الاودية الخضراء التي تجري فيها الانهار .
إنها تعيش هنا ... حيث تبدو الطرقات الطويلة المملوءة بالادغال
اكثر روعة من شريط الاسمنت للطرق السريعة في بلاد ما وراء
الاطلنطي ، هذه الطرقات التي تلمع بالألوان الرائعة لازهار الارطنسية وحدائق الغابات بالوانها الخضراء للمزارع والحقول ، هنا في هذا
المكان ، ستضع ´انجريد` لوحتها الصغيرة .
سارت `انجريد` بسيارتها في الطريق المؤدي إلى القصر ودقات
قلبها تزداد سرعة وانفاسها تكاد تتوقف .
كان الطريق ملتويا من خلال الممرات المزهرة التي يفوح منها عطر
زهر العسل الاخاذ .
- ´بيلوود` ...
همست الفتاة بهذا الاسم السحري وهي دهشة من هذا النغم
المالوف لديها... `بيلوود´ .. ارضها مملكتها حياتها ...
اوقفت `انجريد` السيارة امام اللافتة الريفية التي تشير نحو مدخل جراج منزل العائلة ثم خرجت من السيارة لتنشط عضلاتها بعض
الشيء .
داعب الهواء والنسمة الرقيقة خصلات شعرها الذي يلمع تحت
اشعة الشمس . تنفست الفتاة طويلا ثم انصتت لتستمع إلى تغريد
الطيور حقا تشعر `انجريد` ، بعد هذه الاسابيع المجنونة التي
قضتها تتنقل بين الحفلات والسهرات ، تشعر بداخلها بحاجة غريبة وملحة إلى تذوق الهدوء وصفاء هذه الاماكن .
وهذا المساء كما يحدث كل عام تقيم الاسرة احتفالأ يعود تاريخه
إلى يوم مولدها منذ خمسة وعشرين عاما فتمتلئ الحديقة بمئات
المدعوين لتكريم الجدة الرائعة ´انجريد كندريك ´ التي بني من اجلها
´بيلوود هاوس ` .
ورده قايين
وكم تحاول الفتاة ان تكون فاضلة مثل جدتها حتى تظل تحتفل
بهذه المناسبة عندما يؤول إليها ´بيلوود´ .
والأن يهتم سير ´فيليب كندريك ` والليدي `اليزابيث ` بتنظيم اخر
تفاصيل هذا الحفل الرائع وهما ينتظران بفارغ الصبر عودة ابنتهما المحبوبة والحفيدة الوحيدة لهذه العائلة الشهيرة ...
خطت ´انجريد` عدة خطوات داخل احد الممرات المؤدية إلى الدغل
الكبير وهي ساهمة هنا تشكل الاشجار ذات الفروع السميكة
والمتشابكة شكلأ زخرفيا عربيا0يمتد حتى الارض .
لم تستطع الفتاة مقاومة رغبتها فى تسلق احد هذه الفروع كما
كانت تفعل فيما مضى وهي صغيرة .
كان القصر مقاما على احد التلال فيبدو كانه مسيطر على كل شيء.
- `بيلوود´ لن اتركك ابدأ ...
كم مرة نطقت ´انجريد` بهذه الجملة منذ ان كانت طفلة ؟
والآن ، وبعد ان اصبحت امراة ناضجة لم تتنازل ابدأ عن هذا
القسم الذي يربطها بالمكان .
إنها تريد الحياة هنا، تريد ان ترى اطفالها يكبرون هنا ويخلدون اسم العائلة . ولكن للاسف إلى الأن لم يظهر في حياتها الرجل الجدير
بها على الرغم من ان اكثر من رجل اعرب لها عن رغبته في التنازل عن
اسم عائلته ليحمل اسم عائلة ´كندريك ` ويعيش في `بيلوود هاوس ` .
مر بريق حزن في عيني الفتاة الزرقاوين ، من المؤكد ان سير `فيليب
وليدي ´اليزابيث لم يتوانيا عن دعوة المتقدمين للزواج منها وستكون
مضطرة للابتسام لكلمات الإطراء التي تسمعها منهم وللتعليق على الفن الامريكي الحديث ومهرجان الموسيقى الذي بدا في ´كانتربوري` .
فكرت `انجريد´ .. من يعرف ربما يحوز احدهم إعجابها ويستطيع
استمالتها ! وان كانت تشك في ذلك كثيرأ .
ربما يظل الحب بالنسبة لها المملكة المحظور دخولها ، ولكن اليس
الحب الذي تحمله في قلبها ل´بيلوود` كافيا ؟
إن اي شيء اخر لا اهمية له في عينيها وربما عليها البقاء وحيدة
طوال عمرها! لم تكن هذه الفكرة شاذة بالنسبة لها ومع ذلك قطبت ´انجريد` جبينها . تنهدت ´انجريد` قائلة :
- لا اهمية لذلك ، إن ´بيلوود´ اهم من اي شيء .
اخنذت `انجريد´ تتأمل القصر من جديد بحب شديد عندما سرت
فجاة رعشة في اوصالها .
شعرت الفتاة ان هناك شخصأ ما يراقبها كلا إنها حقا متاكدة من ذلك انزلقت ´انجريد` على فرع الشجرة لتهبط على الارض ثم القت
نظرة نحو الممر وعندئذ تلاقت عيناها بعينين واسعتين لونهما اسود
كلون الليل الخالي من ضوء القمر .
كتمت الفتاة صرختها نعم هناك رجل ما ، رجل اسمر اللون .
ضخم العضلات ، يقف معقود اليدين ..
نعم ، إنه ينظر إليها بوقاحة نادرة !
بقيت الفتاة مذهولة فى مكانها لعدة ثوان وهى تشعر كما لو كانت
فريسة لهذا الغريب الذي ظهر فجاة من حيث لا تدري .
نعم هو كالسنوري الذي يراقب الظبية الصغيرة ، كانت هذه هي
الصورة التي طرأت على مخيلتها .





################################################
اخذ الرجل يتفحص وجه ´انجريد´ بعناية شديدة ثم امعن النظر
في خصلات شعرها وفمها الرائع وجسدها النحيل الممشوق من خلال بلوزتها الرقيقة وسروالها المصنوع من القطن الابيض ، واخيرا لاحت
على وجهه ابتسامة تقدير كنتيجة لهذا الاختبار .
تمتمت انجريد في ضيق :
- يالها من وقاحة !
وحتى تخفي دهشتها واضطرابها امام هذه الوقاحة خطت الفتاة
عدة خطوات في اتجاهه وهي مرفوعة الراس .
وكان الرجل لا يزال يبتسم لها وينظر إليها بحنان وسخرية في أن واحد .
من الواضح جدأ ان هذا الرجل ليس من المنطقة ، كما انه ليس
عاملا تابعا لشيري لانش سيرفس ´ .
كان يرتدي زيا مريحا ينم عن هيئته وجسده الرياضي . ولكن مهما
كان هذا الرجل ، وعلى الرغم من وسامته إلا انه ليس من حقه التواجد في هذا المكان ، ولن تسيطر ´انجريد´ على كلماتها القاسية لتعرف من هو ، فصاحت قائلة بضيق :
- ماذا تفعل هنا؟ انت في ملكية خاصة ؟
ابتسم الرجل الغريب ابتسامة رائعة ولكنه لم ينطق بكلمة واحدة شعرت الفتاة بالضيق من هذه الابتسامة المصوبة نحوها كما لو كانت
تلمسها بوقاحة الغزاة .
إنها هي سيدة هذا المكان وليس هو ولكن الرجل يبدو كانه تبادل الدور معها.
حاولت ´انجريد´ الاحتفاظ بهدوءها والتظاهر باللامبالاة .
- هل تتصرف بلطف وتنصرف من هنا ! هل فهمت ما قلته لك ؟
- اومأ الرجل براسه ولكنه لم يصدر اي حركة تعلن عن نيته في الرحيل ان `انجريد´ متاكدة من ذلك .
عندئذ تاملته ´انجريد´ بصورة اكثر انتباها هذه المرة . يبدو في مظهره شيء يدل على انه كريم النسب ، وعلى كل حال يبدو ايضا واثقا جدأ من نفسه لدرجة انه نجح في إرباك الفتاة . فجاة خطرت ببالها فكرة ، إن هذا الرجل غجري ؟ لماذا لم تفكر في هذا الامرمن قبل ؟
ففي كل عام مع بداية هذه الأيام الرائعة ، تقوم قبيلة ´لوبز بنصب خيامها على مقربة من ارض القصر ، ذلك بعد الحصول على موافقة سير `فيليب ´ الذي يحب دائما صحبة هؤلاء الاشخاص المسافرين . لابد وان هذا الشخص من رجال القبيلة ، ربما يكون من اقارب ´ميجل ´ الرجل الحليم شيخ القبيلة الذي تعرفه ´انجريد´ جيدأ . ومع ذلك تبدو وسامة هذا الرجل ملفتة .. عيناه السوداوان وانفه المستقيم كانه منحوت في حجر الجرانيت وشعره كانه بلون الابنوس ... نعم ، إنه حقا شديد الجاذبية ، لابد ان تعترف الفتاة بذلك . ولكن من المعروف ان رجال الغجر بداية من سن الثلاثين او الخامسة والثلاثين يتميزون بوجود شارب او ذقن طويل على عكس هذا الرجل
وعلى الرغم من ان شعر ذقن هذا الرجل وشاربه قد بدا في الظهور إلا
ان ذلك لم يخف جاذبيته !
اكتسى وجه ´انجريد` بحمرة الخجل عندما لاحظت تأمل هذا الرجل لجسدها بجراة شديدة .
فتراجعت إلى الوراء على الرغم منها ، فبدت ثقتها في نفسها كانها تذوب كالثلج تحت اشعة الشمس .
ابعدت أنجريد خصلات شعرها التي تتدلى على وجهها بينما استند هذا الغريب إلى الشجرة .
إذن لا فائدة من الإصرار ، إنه لا ينوي الرحيل ، وهي بذلك تضيع وقتها ليس اكثر .
ربما من الأفضل لها ان تجري مسرعة نحو الخيام لتخبر ´ميجل بان وجود مثل هذا الرجل به خارج نطاق اراضيهم فقط ولكنها فكرت ان هذا التصرف تصرف احمق لان الغجر لا يستمعون إلى السيدات وخاصة الغريبات عن القبيلة لابد لها ان تتذكر ذلك جيدأ !"ورده قايين"
عموما الوقت يمر ولا داعي لان تفسد سعادتها بعودتها إلى ´بيلوود`، فاستدارت وابتعدت عنه وهي واثقة انه لا يزال ينظر إليها بحدة مما يجعلها ترتعد بشدة .
تمتمت الفتاة وهي تغلق باب السيارة :
- ليذهب إلى الجحيم إنه لن يفقد شيئا بانتظاره هنا ، انطلقت الفتاة بالسيارة وعندما القت نظرة سريعة في المراة رأته يتابعها بنظراته ويضحك بشدة .
تشنجت اصابع الفتاة على عجلة القيادة ، إنه يسخر منها ، ولكن كم يكون من الغباء ان توصل نفسها إلى هذه المرحلة لمجرد حادث تافه لابد لها ان تهدأ ، وعلى كل حال بمجرد ان يؤول إليها ´بيلوود´ ، ستواجه بنفسها مواقف اكثرتعقيدا من هذا الموقف .
وعلى اية حال سيرى ´ميجل لوبز´ انها ليست من طراز السيدات اللاتي يتاثرن بسهولة ولا يتراجعن لمجرد سماع الكلمات الماهرة كما يفعل والدها العزيز .
وستسوي فيما بعد هذه المشكلة معه بنفسها واذا كان يعتقد ان
التفاوض مع الوريثة الشابة كندريك ´ يعد كانه لعب اطفال فسيفهم بعد ذلك انه ارتكب اكبرخطأ في حياته !
وعندما سارت السيارة بجانب الطريق المملوء بالخضرة ، اخذت `انجريد´ طريقها بين بقايا الاشجار المقطوعة .
إن قبائل لوبز´ تخيم بطريقة فوضوية على بعد اقل من 100 متر من هذا المكان .
وكانت الملاءات ذات الألوان الصارخة تمتد هنا وهناك معلقة بين السيارات وهوائيات التلفزيونات .
كما كان الاطفال يجرون هنا وهناك بينما تنبح الكلاب ولم يكن اي فرد قد تنبه لوجود الفتاة فى هذا المكان تماسكت ´انجريد´ وتوجهت بخطى ثابتة نحو مقطورة لوبز´ المفتوحة على مصراعيها ، وما إن دخلت الفتاة حتى اشارت لها ´رينا لوبز´ زوجة ´ميجل ´ بالجلوس وهي تهز الاساور الضخمة التى تضعها فى يديها .
- انسة ´انجريد´ ، إن النجوم لا تكذب ابدأ وكان من المتوقع حضورك هنا اليوم .
كانت العرافة العجوز تتحدث دائما بطريقة موحية حتى ان ´انجريد فشلت في إخفاء ابتسامتها فلم يكن هناك داع للتكهن او استشارة الكرة البللورية حتى تعرف ان ´انجريد´ ستأتي اليوم الى ´بيلوود هاوس ´ ، فكل المنطقة تعرف خبر قدومها للأحتفال بذكرى جدتها
#######################

- صباح الخير يا ´رينا´ ، ترى هل ´ميجل ´ موجود اريد ان اتحدث إليه .
- معذرة ياصغيرتى إذا سمحت لي ان اناديك بهذا اللقب .. إن ´ميجل ´ في لقاء الآن مع بائعي الحدائد ، لكن ارجوك تفضلي بالجلوس الشاي معد فانا اعلم بحضورك من قبل .
ترددت `انجريد` قليلا ، ثم وافقت على تناول الشاي وأن كانت تحاول عدم الاستسلام لتكهنات رينا´ .
- لا اعتقد ان ذلك ضروري و ....
امسكت `رينا` بقبضة يد الفتاة ونظرت إليها بعينيها السوداوين .
- اجلسي ايتها الاميرة ... يمكننا ان نعتقد او لا نعتقد فى
´التاروت ´ وغموضه ، ولكن عندما تكون الرسالة هنا واضحة وجلية ... قطبت الفتاة جبينها وجلست تلبية لدعوة المتنبئة ، نعم ستمنحها دقيقتين فقط من وقتها ليس اكثر ! إن ما تقوله `رينا´ لا يؤدي ابدأ إلى نتيجة وها هي ذي تسمعها دون ادنى اهتمام . بدات ´رينا´ تقلب اوراق لعب ´التاروت ´ على المائدة .
- إن الاوراق تتحدث عن البحر ... بحر بعيد لارض مختلفة ... في رحلة طويلة ...
تنهدت ´انجريد´ وهي تحاول ان تتماسك حتى لا تنفجر في الضحك .
- اعتقد ذلك لقد حلقت طائرتي هذه الليلة فوق المحيط الاطلنطي !
- كلا ايتها الأميرة ، إن الأوراق تتحدث عن رحلة اخرى ، وعن بحر اخر ... رحلة طويلة طويلة جدأ ...
- إن ذلك يدهشني كثيرأ يا `رينا` فانا لن اغادر "بيلوود" لأى سبب مهما كان .
كانت هذه هي إجابة `انجريد´ دون تردد ولكن ´رينا´ قلبت ورقة جيدة وسعلت .
- لا تصدقي ذلك ، انظري ايتها الأميرة إلى الورقة التي تغطي ورقك ... ملك البستوني !
سكتت المراة واستغلت ´انجريد` الفرصة لتشرب الشاي ، لقد كانت `رينا´ رائعة جدأ في اداء دورها !
- ملك البستوني المخيف ، سيضطرك لترك كل ما هو غال عليك ايتها الأميرة المسكينة ... إنه قادر على كل شيء ولن تتمكني ابدأ من مقاومته ومع ذلك ستحاولين ...
لاحت ابتسامة ساخرة على وجه ´انجريد` ، من الافضل لها الاستماع إلى هذه الخرافات بهدوء لتلعب معها نفس اللعبة .
- اوه ايتها الساحرة القديرة لم يحدث ابدأ ان تراجعت إحدى حفيدات ´كندريك ´ عن القتال !
ولكن إذا كان هذا الملك قديرأ ومهيبا إلى هذه الدرجة ، اريد ان اعرف كيف سيكون شكله حتى اتعرف عليه إذا تقابلت معه في يوم ما ...
- ايتها الاميرة ، إنه قريب جدأ منك وربما تكونين قد تقابلت معه . كان صوت الغجرية عميقا وهامسا مما جعل ´انجريد´ ترتجف رغما عنها وكانت يداها ترتعشان وهي تضع فنجان الشاي على المائدة .. ترى اي كارثة اخرى ستتنبأ بها ´رينا´ ؟
- للاسف ايتها الاميرة ، لن يستطيع اي شخص ولا حتى انت معارضة مصيره .. او معارضة ملك البستونى .. إن مصيرك بين يديه ...
قلبت ´رينا´ الورقة الاخيرة ورفعت يديها نحو السماء .
- انظري ايتها الاميرة إلى البرج المصعوق ! ستهاجم الصاعقة منزلك ! `التاروت ` لا يكذب ابدأ !
تفحصت ´انجريد´ الأوراق امامها من المؤكد انها مجرد قصة مجنونة ولكنها صدقتها للحظة ، نعم ثم ان ´رينا´ جديرة بهذه الشهرة .. وجديرة ببضعة الشلنات التى ستطلبها منها الأن مقابل هذه التكهنات الكئيبة ! إن الوقت يمر و ´بيلوود´ ستقيم اكبر احتفال اليوم . قالت الفتاة غير مقتنعة بهذا الحديث :
- اه إن الارصاد تؤكد ان الصيف سيكون رائعا ولا ينتظر هبوب اي رياح او صواعق ، ومع ذلك ساهتم باصطحاب مظلة معي !
وعند هذه الجملة الاخيرة نهضت الفتاة وامسكت بحافظة نقودها ولكن `رينا´ اوقفتها قائلة :
- انسة ´انجريد´ لا داعى لذلك ! نحن الغجر لنا كرامتنا دائما ! انت فتاة فخور وجميلة وقوية ولديها كبرياء .. ولكن للاسف سيصيب الاعصار هذه الكبرياء ، إن ذلك مكتوب في الاوراق وعليك ضرورة غزو قلبه والأن عودي إلى منزلك ارقصي وامرحى فالوقت لا يزال امامك !
رفعت `انجريد´ كتفيها وهى تشعر رغما عنها بالحزن ، وفجاة بدا الشك يداعب افكارها ... كانت `رينا´تبدو مذعورة واستطاعت ان تنقل هذا الذعر إلى `انجريد´ كلا إن ذلك لا معنى له ولن يحدث شيء مما قيل !
خرجت الفتاة مسرعة من المقطورة وجرت نحو سيارتها ، إنها لم تضيع وقتا طويلا .... ومع ذلك فقد نسيت ان تكتب كلمة لـ´ميجل "
تخبره فيها عن الغريب الذي كان يحوم حول المنطقة ! ثم قالت لنفسها وهي تدير محرك السيارة :
- غير مهم ، يمكن لهذا الأمر الانتظار حتى الغد فانا غير مستعدة
للبقاء دقيقة واحدة في هذا المكان الملعون .
كان الممر الرئيسي المؤدي نحو القصر حافلا بعدد كبير جدأ من
سيارات النقل الصغيرة والعاملين لدى شيري لانش سيرفس ´ الذين
يتحركون هنا وهناك ويحملون الصناديق الثقيلة .
اوقفت `انجريد´ سيارتها بجانب سيارة عائلتها . ابتسم لها ´بيتر البستاني الذي ارتبط بالعمل لدى عائلتها منذ اكثر من ربع قرن
وساعدها في نقل امتعتها ، وبعد ان تبادلت ´انجريد´ معه عدة كلمات
توجهت نحو القصر وصعدت السلالم مسرعة و دخلت من الباب الضخم المصنوع من الخشب المزخرف .
كانت الممرات مزودة بنوافذ عالية يتسلل من خلالها ضوء هادىء
ينير اللوحات التي تمثل جميع اجداد عائلة `كندريك ´ .
كأن هناك جو غريب يسيطر على هذه الاماكن الثرية بالتاريخ وكانت
العناية الشديدة بالقصر تدل على حب اصحابه الحاليين له مما جعل
الماضي يبدو كانه مازال حيأ .
وجدت ´انجريد´ والدتها الليدي ´كندريك ´ في حجرة الصالون وكانت السيدة غاية في العصبية تماما كما يحدث في كل مرة تستعد
خلالها `بيلوود` لاستقبال مئات المدعوين ، ثم تعانقت الفتاة مع
والدتها بحنو شديد .
- انجريد´ عزيزتي لقد بدات اشعر بالقلق عليك إن الساعة السادسة الأن ، الم ترهقك هذه الرحلة ؟ اراك شاحبة بعض الشيء .
- كلا ، كلا ، اطمئني فانا على ما يرام ، لقد وصلت الطائرة في
موعدها ولكنني تنزهت قليلا في الطرقات هذا كل ما في الامر .. كم
هو رائع ان اجد نفسي في `بيلوود` .
تعلقت الفتاة بذراعي والدتها هذه المراة اللطيفة ، الفاضلة التي نقلت إلى ابنتها حب الطبيعة والتقاليد .
منذ خمسين عاما كانت "اليزابيث " رائعة الجمال وهذا ما تلاحظه
´انجريد´ دائما على الرغم من الزمن الذي ترك اثاره على هذا الوجه الرقيق ، نعم إنها دائما عصبية فالحياة مع سير `فيليب ` لا تعني
الراحة الدائمة !ورده قاــــــيين
شعرت الفتاة بالقلق على والدتها فقالت لها :
- وانت يا امي ، هل كل شيء على ها يرام ؟
- بالتاكيد ! ثم ان وجودك هنا يبعث الطمانينة في قلبي ، والأن
انذهبي لتغيير ملابسك وسنتحدث عن `نيويورك ` فى الغد .
- ساصعد الأن الى حجرتي ثم اتي لمساعدتك ولكن ترى اين ابي
الآن ؟ كنت اعتقد اننى ساجده فى انتظاري في المطار .
بدت `اليزابيث كندريك ` منزعجة قليلا .
- إنه مشغول جدأ فمنذ الصباح والسيد "بولتون " هنا يجلس مع
والدك في حجرة المكتب اعتقد انهما لن يتغيبا اكثر من ذلك . نظرت `انجريد` دهشة .
- امي هل انت متاكدة ان كل شيء على ما يرام ؟
ترى ما الذي جعل السيد ´بولتون ` ياتي لرؤية ابى في مثل هذا
اليوم .
- لا تنزعجي يا عزيزتي ، إنها مجرد زيارة روتينية وانت تعرفين مثلي كم ان السيد `بولتون ´ رجل ثرثار ... من المؤكد انه اعتقد ان
مراجعة الحسابات لن تطول هكذا والأن اذهبي بسرعة لتعدي نفسك !
صعدت `انجريد` إلى حجرتها وهي غير مقتنعة بحديث والدتها ،
إنها لتشعر بقلقها ، لابد ان هناك شيئأ ما ، إن والدتها تخفي عنها الحقيقة والحق انها منذ ان رأت هذا الرجل الغريب في الحديقة وهي
تشعر بان هناك جوأ غريبأ يسيطرعلى ´بيلوود هاوس ´ .
جلست `انجريد` امام المراة وقالت لنفسها :
- افضل علاج لطرد هذه الأفكار السوداء هو الاستحمام!
ثم اخذت الفتاة تتفحص نفسها في المراة فوجدت نفسها حقا
جميلة .. وكان الشبه بينها وبين `انجريد كندريك ´ الاولى واضحأ جدأ ،
شعرها ذو البريق الاحمر ولون بشرتها الابيض وعيناها الزرقاوان وطريقتها المميزة في رفع راسها إلى اعلى ... نعم ستكون رائعة هذا
المساء والآن إلى الاستحمام !

#######################

توجهت ´انجريد` بثبات نحو دورة المياه دون ان تتاكد ان ملابسها معدة ، فقد وضعت ´ماري` الخادمة ملابسها على الفراش . وكانت انجريد´ قد اختارت لهذه المناسبة ثوبا طويلا وانيقا من التافتاه الزرقاء التي تبرز محاسن جسدها وصدرها وتكشف عن كتفيها . وما إن بدات الفتاة في نزع ملابسها حتى سمعت طرقا على الباب .
- `انجريد´ ، إنه انا ...
- امي ؟ اعدك بانني سأسرع وسأتي لمساعدتك ادخلي إذا اردت . وعندئذ حاولت `اليزابيث كندريك ´ الاستناد على المائدة البيضاء قبل ان تنهار بين يدي ابنتها .
- امي ماذا يحدث ، اهدئي قليلا كفي عن الارتعاش .. اجلسى هنا ! لقد ارهقتك هذه الاستعدادات ، إننى احقد على نفسي لانني لم احضر إلى هنا مبكرأ .
- لقد حدث ما حدث ياعزيزتي وهذا الاحتفال سيكون الاخير ... لم تستطع ´اليزابيث´ السيطرة على نفسها وانخرطت فى البكاء بينما جلست ابنتها امامها وامسكت بيديها المتجمدتين ، كانت ´انجريد´ تشعر بالم شديد يعتصر قلبها .
- `انجريد´ عزيزتى. لا اعرف كيف اخبرك بهذا النبا ... اننا مضطرون لبيع ´بيلوود هاوس ` .
ارتجفت ´انجريد´ ، كلا ، هذا مستحيل ... هذا غير معقول من المؤكد ان سير ´فيليب ´ يفقد كثيرأ مبالغ ضخمة من الاموال في الكازينو ولكن الحصص التى يحصل عليها من شركة ´اولفيلد كوربوريشن تغطي دائما هذه الخسائر . قالت ´اليزابيث وهي تجفف دموعها :
- لابد لنا من الافتراق عن ´بيلوود هاوس ´ ، وهذا هو سبب وجود السيد `بولتون ´ هنا ... لقد زادت مبالغ اسهم ´اولفيلد كوربوريشن ´ منذ زمن طويل وتسببت ازمة البورصة في الضربة القاضية واصبحت لا فائدة منها ولم يعد في استطاعتنا الاحتفاظ بقصر مثل `بيلوود هاوس´ .
ابتلعت `انجريد´ الصدمة ، فلا بد لها من الاحتفاظ بهدوئها ولابد ان
هناك وسيلة ما تجنبهم هذه الكارثة .
- يمكننا الاستغناء عن الخدم والتنازل عن جزء من القصر وبيع
الخيول . ثم إن الغزاة الجدد لمثل هذا المكان من الممكن جدأ ان
يكونوا قليلي العدد ... كما ان ´بيلوود هاوس ´ يصل سعره إلى الاف
الجنيهات الاسترلينية !
- في ايامنا هذه ، اصبح هذا المبلغ ضئيلا في نظر بعض المستثمرين الاغراب ... ولقد وجد لنا السيد `بولتون ` المشتري .
- المستثمرون الاغراب ! تقصدين احد امراء العرب .. كلا ، لا
يمكننى تصديق ذلك !
- كلا لا اقصد احد رجال البترول ولكنه رجل يوناني من اصل مجهول ، وهذا ليس افضل دائما ... إنه يدعى ´يانيس اندروبولوس
وهو يمتلك ثروة ضخمة .
- ´اندروبولوس ` إن هذا الاسم يذكرني بشىء ما ، هل هو قريب
`ديمتريوس اندروبولوس؟
- لا اعرف ولا اهتم بمعرفة ذلك ، فبعد القضية ، وصل مع اسرته
كلها او ربما اسرته المزعومة ليحتل المنطقة كلها .
لم تصدق `انجريد` اذنيها ومع ذلك اتضحت الامور جيدأ .
- كيف ذلك إن ´ديمتريوس ´ هو ابن عم "يانيس " ، الابن غير الشرعي
لصاحب السفينة `اندروبولوس ` وهو الذي اوصى له بكل امواله عند
وفاته وترك عائلة "اندروبولوس ´الحقيقية دون اي شيء .
- هذا مانسمعه ، كما سمعنا ايضا ان `يانيس ` رجل عديم الذمة
ويعرف القراءة والكتابة بالكاد ولكنه يعرف حساب كل شيء جيدأ ... شحب وجه ´انجريد` وشعرت بالغضب يسيطر عليها .
- اذا كان يعتقد انه بإمكانه ان يسلبنا ´بيلوود هاوس ´ بمثل هذه
السهولة التي سلب بها اموال اسرته ، فقد اخطا هذا الدخيل ؟ واذا
كنا مضطرين لبيع هذا القصر فلابد لنا من العثور على مشتر اخر ،
فلن تكون هذه الارض وهذا القصر له ابدأ !
- لقد عرض علينا عرضا ممتازا كما قدم لنا ضمانات جادة وفقا لما
يقوله السيد `بولتون ´ ، وهو يريد ان يجعل من ´بيلوود هاوس ´ مقره
الجديد في ´انجلترا´ .
. لكي يستقبل فيه الثملين ويقيم الحفلات الصاخبة حتى الفجر 0
. اسمعيني با ´انجريد´ ..
جرت الفتاة على السلالم وهى خارجة عن وعيها وكانت تزحلق اصابعها على ´درابزين ´ السلالم كما كانت - ولاتزال - تفعل دائما ... لابد من إنقاذ "بيلوود" من مخالب هذا الرجل ولن تقبل ابدأ الابتعاد عن هذا القصر ...
عندما وصلت ´انجريد´ إلى الممر ، شعرت بقلبها يتالم ويعتصر بشدة ورات والدها والسيد `بولتون ´ يخرجان من حجرة المكتب وكان يبدو على السيد `فيليب ´ الإرهاق الشديد وعلى الرغم من الغضب الذي كان يستولى عليها إلا انها شعرت بالشفقة على هذا الرجل ذي الشعر الاشيب الذي حاول ان يبتسم عند رؤيتها .
- `انجريد´ عزيزتى ! لم يخبرني احد بعودتك !
اسرعت الفتاة نحوه ولكنها لم تلق بنفسها بين ذراعيه المفتوحتين ، وشعرت كان وجهها يكاد يحترق من الحمرة وانفاسها تكاد تتوقف فتقلصت في مكانها .
- ابى ! قل لى إن هذه القصة مجرد كابوس مخيف قل لى إنك لن تبيع `بيلوود هاوس ` ، منزلنا ومنزل اجدادنا لهذا اليونانى .. هذا المغتصب هذا السفيه ! إنه محدث نعمة !
شحب وجه السير `فيليب ´ وسعل السيد ´بولتون ´ وعندئذ مرت افكار قاسية الواحدة تلو الاخرى في ذهن الفتاة فجاة . فتمتت قائلة :
- لا 00
وهنا ظهر الرجل خارجا من حجرة المكتب ، فتسمرت الفتاة وعجزت تماما عن النطق واكتسى وجهها بالحمرة لقد عرفته على الفور إذ لم يكن من الصعب عليها معرفة الرجل الغريب الذي تقابلت معه في الحديقة !
شعرت كانها تسحق تحت وطاة نظراته الجامدة وكأن النار تسري في عروقها والأرض تميد تحت قدميها ووصل ارتباكها إلى الذروة عندما ارتسمت ابتسامة غريبة على وجه الرجل وهنا عادت كلمات ´رينا´ إلى ذاكرتها : البرج المصعوق ، ملك البستونى الرهيب ...
ورده قاييــــــن


###########################




رد مع اقتباس
 

الكلمات الدليلية
المنتقم, العاشق, رواية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.10 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
حميع الخقوق محفوظة © لـ منتديات العاشق 2009 - 2022