#1
|
||||
|
||||
سنين طويلة مضت
سنين طويلة مضت
سنة بعد سنة عبرت من العمر، نتذكر فيها محطات وأحداث مهمة مرّت في أيام غربتنا على هذه الأرض، من خلالها تعود بنا الذاكرة إلى كل لمسات الله وعنايته في كل تفاصيل حياتنا، ماذا نعد وماذا نتذكر فهي كثيرة ومتواصلة، "أردد هذا في قلبي. من أجل ذلك أرجو، إنه من إحسانات الرب أننا لم نفن. لأن مراحمه لا تزول، هي جديدة في كل صباح. كثيرة أمانتك" (مراثي إرميا 21:3). أحيانا الذاكرة تخوننا وتنسينا رحمة الله التي علت فوق الغمام "لأن رحمتك عظمت إلى السموات وإلى الغمام حقك" (مزمور 10:57)، وأحيانا نتجاهل محبة الله التي لا حدود لها في حياة كل فرد منا، كم نحن بحاجة في نهاية هذا العام أن نشعل نار أذهاننا لكي نتذكر كم فعل بنا الرب ورحمنا، وكم مرة كدنا نقع في وادي البعد والتغرب عن وجه المسيح، فوجدنا يد الله القديرة تحيط بنا وترفعنا إلى الأحضان الإلهية من جديد، وكم مرة ابتعدنا وتمردنا ولكن الله دائما يرجعنا كما يرجع الراعي الصالح خرافه إلى الحظيرة بعناية ومحبة، وكم مرة كان كبريائنا سبب عثرة لنا فنجد الله بعطفه وتواضعه يعيدنا إلى نفوسنا لكي نفهم أننا مزدرى وغير موجود. مراحمك يا رب لا تزول وهي جديدة في كل صباح نختبرها في قلوبنا ونجبلها في أذهاننا فتنتج رحمة وغفرانا ومحبة للجميع من حولنا، أنت الذي جعلتنا مميزين في شخصيتنا، ومنتجين ومثمرين في أعمالنا، ومنتصرين في شهادتنا لغفرانك وخلاصك، فأنت الحصن الذي به نحتمي في وقت الأزمات والجناح الذي به نحلق عاليا لكي نرتفع إلى فوق "أقول للرب ملجأي وحصني إلهي فأتكل عليه، لأنه ينجيك من فخ الصياد ومن الوبأ الخطر، بخوافيه يظللك وتحت أجنحته نحتمي. ترس ومجن حقه" (مزمور 2:91). إننا نتطلع إلى العام القادم بعيون الأمل والفرح والرجاء لأننا عالمين أن الله سيعطينا بركات نستطيع أن نحملها معنا كوقود يدفع بنا لكي نتقدّم بخطًى ثابتة نحو المستقبل، فكل عام يمر من العمر يجعلنا نقترب إلى اللقاء العظيم مع المحبوب يسوع حيث هناك لسنا بحاجة لكي نعد أيامنا، وما دمنا داخل هذا الجسد نحني الرؤوس أمامك يا إلهي وصارخين بأعلى الصوت "إحصاء أيامنا هكذا علّمنا فنوّتى قلب حكمة" (مزمور 12:90).
__________________
|
|
|