هل حصلت الفنانة لطيفة على الجنسية القطرية؟

لاتزال المطربة لطيفة العرفاوي، ابنة تونس الخضراء.. نشيطة، مُتحفِّزة، مُثابرة، لها في كل عرس.. قرص، وفي كل محفَل فنِّي.. مُشاركة، وفي كل مناسبة قومية ووطنية صوت وموقف، وربما وجهة نظر. كان مفترضاً أن نراها على الشاشة الصغيرة في رمضان المقبل، تُجسّد بطولة أحد الأعمال الدرامية التي تعاقدت عليها أثناء حوارها هذا مع «زهرة الخليج»، أي أن وجهنا حلو عليها، لكنها تكره أن تكون مُتسرِّعة. لذا طلبت من المنتج إسماعيل كتكت أن يؤجِّـل تنفيذ المشروع حتى عام 2011، حينها يكون النص «على ذوقها».. وشاركت في صياغة أفكاره.

والسِّر الذي بَـاحَـت لنــــــا بـــه، أنّ مســــلســـــل «أسمهان» التي قـــدَّمت شخصيتها الفنانة السورية سُلاف فواخرجي، كان معروضاً عليها، لكنها اعتذرت عنه حينها لعدم رغبتها في تقديم عمل يتناول سيرة ذاتية، بالتالي فإن مسلسلها المقبل اجتماعي، فيه حُب وغناء. وكانت لطيفة قد أطلَّـت مؤخراً في برامج فنيّة عدّة، مثل «آخر مَن يَعلَم» و«ستار أكاديمي» و«تاراتاتا»، وها هي تعيش استراحة المحارب على صفحاتنا.

• لطيفة، لماذا فكرتِ هذه الفترة تحديداً، في طرح «ألبوم» خليجي؟

- لأسباب عديدة، فأنا منذ فترة سجلت أغاني خليجية، وكان لي تَعامُـل مع الملحّن ناصر الصالح من السعودية، والسيد خالد بن حمد من سلطنة عمان. أيضاً سجلت بعض الأغاني في الإمارات مع سعيد الكعبي والحربية وفايز السعيد. لكن ما جعلني أفكر فعلياً في طرح «ألبوم» خليجي، زيارتي إلى قطر العام الماضي، للمشاركة في حملة قناة «الفاخــورة» من أجل دعم أطفال غـــزة، التي أُقيمت تحت رعايـة الشيخة مــوزة بنت ناصر المسند. فَعلَى هامش زيارتي ووجودي هناك، التقيت شخصاً كنت أبحث عنه منذ أن كان عمري 14 عاماً، وبذلك حققت حلمي.

• كيف؟

- عندما كان عمري 14 عاماً، سمعتُ أُغنية وأنا في تونس، وكنت حينها أدرس في المرحلة الإعداديّة، والأغنية كانت عن القُدس، تقول كلماتها: «أحبّك يا قدس.. لا تسأليني لماذا وكيف»، ويومها بكيت بعد أن سمعتها، وأخبرني أستاذي علي الصِّريطي، رحمه الله، أنَّها من كلمات هارون هاشم الرشيد، وهو أستاذ فلسطيني كان يعمل في «جامعة الدول العربية» في تونس، ومن ألحان الأستاذ عبدالعزيز ناصر، وهو مُلحِّن قطري. وبعد ذلك بعامين، اتَّصلت بالملحن وأخبرته أنّ الأغنية أعجبتني، وطلبت منه أن أسجلها، فقال لي إنْ شاء الله.وحدث بعدها أن جئت إلى الإمارات، وقدَّمت أغاني في تلفزيون أبوظبي، وكان لي الشَّرف أنَّ المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان« طيَّب الله ثراه» كان من خلال أشعاره أوّل الراعين لصوتي، ثم انتقلت إلى مصر ودرست هناك، وحدث أن جاء عبدالعزيز ناصر إلى القاهرة، في زيارة إلى «أكاديمية الفنون»، وبحُكم أنّ زميلاً لي يعرفه، جَـمَـعَـني به، وغنِّيت معه «أوبريت» عن القدس. ولكن في زيارتي إلى الدوحة، أثناء حملة قناة «الفاخــورة» العام الماضي، اتَّصلت بالأستاذ عبدالعزيز الناصر، وتقابلنا في مكتب الأستاذ محمد المرزوقي، مسؤول إذاعة «صوت الخليج»، وأخبرته أني لن أغادر قطر إلاّ بعد أن أسجّل تلك القصيدة «أحبّك يا قُدس». أي بعد أكثر من (30 عاماً) تقريباً حققت حلمي..

(هنا تبتسم وهي تنظر إلي قائلة: لن تستطيع أن تحسب كم هو عمري من خلال الأرقام التي ذكرتها، ولا تُتعب نفسك في ذلك. وتواصل كلامها): حينها أخبرني عبدالعزيز ناصر أنه سعيد بلقائي، وأني الوحيدة التي يمكن أن أسجل الأغنية، كما أسمَعَني قصيدة أُخرى من ألحان الشاعر نزار قباني، عنوانها «يا قدس يا حبيبتي»، فأبلغته أني أيضاً أريد تسجيل هذه الأغنية. وحينها قال لي الأستاذ محمد المرزوقي، إنّ استديوهات «صوت الخليج» جاهزة كي أسجل العملين. وبعد أن سجلنا العملين، بدأت أسمع ألحاناً من كذا ملحن قطري، حيث تصادف أن التقيت الملحن الفيصل في الإذاعة وأخذت منه لحنين من كلمات الشاعر الكويتي علي الفضلي، وأيضاً سجلت في استديو «فنون الدوحة» لحنين صاغهما مطر علي، من كلمات الشاعرة «بنت العطا»، أعتبرهما من أروع ما سمعت في الأغنية الخليجية، فتمسكت بهما. وكذلك سمعت عملاً من الملحن الشاب حسن حامد، والكلمات كتبها شاعر قطري اسمه حمود الشمري، بعنوان «مملوح»، فشدَّتني الكلمة وسجلتها. وبالتالي، أثناء وجودي بدأت أسجل الأغنية تلو الأخرى، حتى وجدت نفسي أصبحت أمتلك «ألبوماً» خليجياً.

• ما عرفناه أنَّكِ أمضيت حينها 3 أشهر في قطر؟

- نعم، وهي مدّة كافية كي أتَشبَّع فيها من الشُّعراء والملحنين هناك، ولقد لمست أن قطر فيها عدد كبير من الشعراء والملحنين.

• على الرغم من هذا، ألا تَرين أنّ المطربين القطريين عددهم قليل، مُقارنَـة بالشُّعراء والملحنين هناك؟

- على الرغم من قلَّة الأصوات القطريّة، لكنها رائعة، ولقد تَسنَّى لي لقاء المطربين فهد الكبيسي وعيسى الكبيسي، وكلاهما صوته جميل.

• بَـلَـغَـني أنَّ فكرة وجودكِ في الدوحة مدة ثلاثة أشهر، كان أحد أهدافها أن تأخذي بيد الشعراء والملحنين في قطر..

- لا، لأنّ ما حدث هو العكس، فهم مَن احتضنوني واستقبلوني أجمل استقبال، وكل فنان وموسيقي ومهندس صوت وكورال ساندوني، بالتالي هم مَن أخذوا بيدي ولست أنا مَن أخذت بيدهم. والنتيجة أنّ «ألبومي» الأول جاء قطرياً 100 %، حيث اقتصر العمل على الأغاني الي سجلتها في قطر، وذلك لأسباب عديدة، أولها عرفاناً منِّي بالجميل الإنساني الذي لقيته من الفنانين القطريين، وثانياً للقيمة الفنية القيِّمة في إتقان وصياغة الأعمال حتى ظهرت بشكلها الرائع.. فــ«المكس» ظهر بشكل جميل والإيقاعات أيضاً، وهناك أعمال أخرى سجلتها ولم تُطرح، وبعد أن أُعيد «مكساجها» سأطرحها في «ألبوم» آخر.

• نُقل إليَّ أنَّ هناك عَـتَـبَـاً عليكِ من مؤسسة «الباشا» في قطر، لصاحبها المخرج حمد البدر، لاسيَّما أنّ البيان الإعلامي الذي وُزِّع أثناء توقيعك عقداً مع شركة «بلاتينيوم» في دبي، تجاهل دور «الباشا» في إنجاز «ألبومك» الخليجي، ومنح «بلاتينيوم» كل «التورتة».

- (تضحك قائلة): «ما في تورتة.. والتورتة تتخّن وتعمل بطن».. وبالنسبة إلى محمد البدر..فإنه أخ عزيز، أعرفه قبل أن أزور قطر، كما أنه مخرج مهم. وهو أول مَن تَوجّـهـت إليه بالشكر، وإلى شركة «الباشا» على إشرافهم الفني على العمل. كذلك شكرت محمد البنا الذي نسّق للموسيقيين الذين تم إحضارهم من مصر، أثناء تسجيل الأغاني في قطر. وسأزيدكم من الشِّعر بيتاً، أنّ محمد البدر لم يقف معي فقط في تسجيل أغاني «الألبوم»، بل كذلك وقف معي وأنا أُصوِّر بعض أغنياتي هناك، مثل «أنا عارفة» مع المخرجة نهلة الفهد، و«روحي بتردّ فيَّا»، وهذه وقفة أخويّة كإشراف على العمل وليس كإنتاج له. أيضاً شركة «بلاتينيوم» يقتصر دورهم على توزيع وتسويق العمل.

• البعض يَتهَامَس بأنّ لطيفة ستنال الجنسية القطرية؟

- يُشرِّفني ويُزيدني شرفاً، أن أنال الجنسية القطرية، ولكن ما حدث أني عملت إقامة هناك كي تُسهِّل من أمــر دخولي وخروجي، وفعلاً هذا شرف لي