#1
|
||||
|
||||
سفينة من ورق
" إلى كل يتيم فقد امه قبل ان يشبع من حنانها مع ان حنان الأم لا يشبع منه ابدا ابدا أبدا" هناك ..... عند سفح الجبل تحت النخلة العتيقة جلست و جلس بقربي طفل ندي الشعر على تقاطيع وجهه الصغير الحرمان بات أسير في عينيه الذابلتين كان الحزن مبين على شفتيه المضمومتين ختم ألف أنين إبتسم لي و الألم في عينيه يخنق بيديه أنفاس أمل ضائع و تحركت أحبال صوته كموسيقى الشتاء البارد على ألحانها تناثرت أوراق السندس أين هي أمي سؤال قطع أحبال صوتي و سافر بعقلي ضيّعه ... أتعبه بين الحقيقة و الوهم يبحث عن قطعة سكر عن قطعة ثلج أذوبهما في حرقة الفراق و أخيرا ..... أنطقني الخيال أمك قد سافرت إلى مكان جميل حيث الغيوم البيضاء و المطر و الهواء و زمرة حمامات تحوم دون خوف في السماء قرب الغدير الجاري تجمعت أسراب فراشات تأخذ من كل وردة لون و عطر و آمال تأخذ من كل قطرة ندى نعومة و حنان و أمك أنت سيدة لهذا الجمال عندها......... أشرقت عيناه من جديد شروقا ليس كأمس و في مقلتيه راقص الفرح الإشتياق و أنـــــا ..... راقص الألم الحيرة على قلبي حطّمني .... حطّمتني نبرات صوته كلما تعالت ضحكاته فرحا بهذا الأمل و هو لا يعلم أنه قد لون بغير الأزرق و أخرج من جيبه ورقة أتعبها من فرط ما قدمها لكل صاحب ريشة ليرسم له وجها لأمه ليتمعن في ملامحها كلما زاره الإشتياق و لكن .... و في كل مرة كانت تعاد إليه فارغة من أي لون من أي خط قدمها لي إصنعي لي شيئا جميلا ألهو به في المساء ريتما تعود أمي و تأخدني معها هناك تناولتها منه و عقلي شارد و دون وعي عالجت أناملي الورقة و أخرجت منها سفينة ليست كالسفن و انعكست صورتها في عينيه فلم تبد أنها من ورق عندها .... وقف أمامها و قال سأصبح ربّانا لها و أبحر بها نحو أمي و أخد السفينة و غاب و نسي أن يسألني أين يقع ذلك المكان |
|
|