الوداع...

أتسكع مستلقيا كعادتي
في صمت المسافة بين الحقيقة والوهم
كأن الأحزان لا تريد مفارقتي
لأرى عالما جديدا
ماثلا أمامي لا أدركه
أوقع على صدري صخرة جرداء
تصعد أنفاسي
تشل جسدي
لا أقوى على الفرار من هذه اللحظة الرهيبة
أرى نفسي تخرج مني ببطء يصارعني
أود الصراخ لأوقظ أهلي
لكن جمرة على شفاهي تحرق أحرفي
لأهذي بلغة منسية
يتراءى أمامي مشاهدا تحكي عني
عثرات
زلات
أمواج
حياة أرخت سدولها علي
وحبيبة تنتظر موعد زفافنا
تطوف عيناي أرجاء
غرفتي مودعا أشيائي
كتبي
ملابسي
وهاتفا يرن لعله منها
يدي لا تمتد إليه
لا تقوى على الرد لسماع صوتها للمرة الأخيرة
رباه أمهلني لحظات
أخبرها أني أزف وحدي في موكب مهيب
أصوات تناديني
ترحب بي
آه وآه إنه الموت
والموت نهاية كل حلم وأمل
ليتني أدركت ذلك
لما أضعت الوقت
وعجّلت الزفاف من حبيبتي
لأموت بين يديها
آه من لحظة العجز
أقف مسلوبا
عند جسدي الملقى على السرير وحيدا
أنظر إليه مودعا
ما بقي وقت لأي شيء
الوداع يا جسدي
أتركك تعود إلى التراب
وأنا ذاهب إلى الله الآن
الوداع.....

أيها الغائب عني
أتعبت قلبي
أكتب شعرا موجعا لفؤادك لعلك ترضى
كم رجوت لقاء الإنصاف
لكنه ما كان يقضى
يا غائبا
قلبي تعلق بفضاء
يباغتني فراغه خلسة
والروح تقترض الحب منك قرضا
أكتم سره عنك
وتحت التراب أفضي شعري لك
تبقى غائبا في أرض جرداء
لا سماء تطالها
ولا أرضا تنالها لتنجو
ليت قلبك أنصفني
ليسعني وتنعم بوثاق عشقي.....