يوميات الحزن العادي ..

امرأةٌ واحدةٌ
مرّت على سريريهِ
ومن ثُمَّ أغلق ليلهِ
إلى الأبد
وتآوى الانتحار ..

لا مُقايضة في النّسيان
إنّها الهزيمة الرابحة ..

حِمصُ لا
وجعي المصلوب على المآذنِ
والصلاة غائبة عن سكانِ البلد
كلَّ شبرٍ من كفِ أُمّي أضحى خراب
والصور لا تدلُ على أصحابها الماضون
نحنُ الموقعون أدناه
المهاجرون دون وجهةٍ مُحددة
الريحُ كفيلةٌ بنا
تُقلّبُنا بين البحر واليباس ،
لنا دربٌ من الصبّار
واتجاهات الخطر
وأسلاكٌ شائكةٌ لئلا تفرُ الأحلام عبثاً
ُحِمصُ أغلقت بابها الأولُ عن قُبلاتنا الماضية
واستقبلت قُبل الغريب ، وايماء التحيّة بصمتٍ قتيل
حِمصُ ،خريطةُ وطنٍ بديل في الذاكرة المملوءة
برائحة الدمار
ومراسم الطفولة هناك

-أُحيي صمودها
-لماذا ..؟
-لأنّها الوحيدةُ التي صمدت
ولم تعيّرني بضعفي ..

لا
لستِ بذاك القدرِ الكامل من الجمال
لكنَّ القلب يرى ما يشتهي
لا ما تعكُسهُ العين ..

يُعلّمنا الحُبّ أن ننتظر
ويترُكُنا في حيرة العُشاق
من ..؟

يَحلمُ قال لي بوطنٍ
بفرحٍ خَفيفْ ..
والمنفى ؟
قال هو الشرفةُِ المطلّة على نوافذِ الخرابِ هناكْ
لكنّ الشظايا لا تُصيب إلا روحكْ
فتختبئ خلف أسطُحْ الغُرباء
ومِنْ سوءِ حظكَ تنجو
تنجو ليتضاعف الألم أكثر ..

ليس لنا من الحنينِ واجب
نحنُ ضحايا ذاك الغائب

أرى كيفَ الحياة تكبُرُ بالآخرين
أرى أن الآخرون حياة عابرة لا أكثر ..

كُلُّ الذين أحبّوكْ
علّقوكَ كدمعٍ على مناديل الورق
وتركوك للاحتراق ..