#1
|
||||
|
||||
الجزيره العربيه قبل البعثه (من سلسلة السيره النبويه3)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم الجزء رقم3 من سلسلة السيره النبويه العطره بعنوان جزيرة العرب قبل البعثة «1» تحديد جزيرة العرب : ليس بين أشباه الجزر شبه جزيرة ، تنيف على شبه جزيرة العرب في المساحة ، فهي أكبر شبه جزيرة في العالم ، ويطلق علماء العرب عليها تجوّزا اسم (جزيرة العرب) ، تحيط بها المياه من أطرافها الثّلاثة ، وهي إقليم في الجنوب الغربيّ من آسيا ، يحدّه من الشّرق الخليج العربيّ المعروف عند اليونان باسم «الخليج الفارسيّ» ، ومن الجنوب المحيط الهنديّ ، أمّا حدّه الغربيّ فهو البحر الأحمر ، كما يسمّى في الخارطات الحديثة ، المعروف باسم «الخليج العربيّ») sucibarp suniS (في الخارطات اليونانيّة واللّاتينيّة ، وب «بحر القلزم» في الكتب العربيّة القديمة ، وحدّه الشّماليّ خطّ وهميّ يمتدّ (في اصطلاح العلماء العرب) من خليج العقبة ___________ (1) اقتصرنا في هذا الفصل على ما يهم القارىء للسيرة النبوية معرفته من طبيعة هذه البلاد ، ووضعها الجغرافي ، ومكانتها في تاريخ الديانات والأمم ، وطبائع أهلها ، فلا يشق طريقه - في دراسة السيرة - منعزلا عن البيئة التي أدت فيها رسالتها ، جاهلا لها كل الجهل ، وهو مقتبس مما كتب عن الجزيرة قديما وحديثا ؛ وقد استفدنا من كتاب «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام» للدكتور جواد علي (1 - 9) كثيرا. وموضع تفصيل أكثر في هذا الموضوع ؛ هي الكتب التي ألّفت في جغرافية جزيرة العرب ، وصفتها وخططها ، وتاريخ الحضارة العربية والأدب العربي ، وهي كثيرة. (1/109) ________________________________________ ص : 110 (1/90) حتّى مصبّ شطّ العرب في الخليج العربيّ. وقد قسّم الإسلاميّون جزيرة العرب على خمسة أقسام : 1 - الحجاز ، والحجاز يمتدّ من أيلة (العقبة) إلى اليمن ، وسمّي حجازا - فيما يقولون - لأنّه سلسلة جبال تفصل تهامة - وهي الأرض المنخفضة على طول شاطىء البحر الأحمر - عن نجد. 2 - وتهامة ، وقد وصفناها. 3 - واليمن. 4 - ونجد. وهو الجزء المرتفع الّذي يمتدّ من جبال الحجاز ، ويسير شرقا إلى صحراء البحرين ، وهو مرتفع فسيح ، فيه صحراوات وجبال. 5 - والعروض ، وهي تتصل بالبحرين شرقا ، وبالحجاز غربا ، وسمّيت بالعروض لاعتراضها بين اليمن ونجد ، وتسمّى باليمامة أيضا «1». طبيعة الجزيرة ، وأهلها : وقد تغلّبت الصّحراويّة على شبه الجزيرة ، وظهر الجفاف عليه لعوامل طبيعيّة وحوادث جيولوجية ، وبسبب الموقع الجغرافيّ ، فكان ذلك كلّه سببا في قلّة نفوس جزيرة العرب في الماضي وفي الحاضر ، وفي سبب عدم نشوء مجتمعات حضريّة ، وحكومات مركزيّة كبيرة فيها ، وفي سبب تفشّي البداوة ، وغلبة الطّبيعة الأعرابية على أهلها ، وبروز روح الفرديّة عند أهلها ، وتقاتل القبائل بعضها مع بعض ، لذلك انحصرت الحضارة في الأماكن ___________ (1) يردّ الرواة أقدم رواياتهم في هذا التقسيم إلى عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنه. (1/110) ________________________________________ ص : 111 الممطورة ، والأماكن التي خرجت فيها المياه الجوفيّة عيونا وينابيع ، أو قاربت المياه فيها سطح الأرض فأمكن حفر الآبار فيها. فالحياة في جزيرة العرب ، هي هبة الماء ، فكانت القوافل تؤمّه ، وإليه كانت الطبيعة تقذف بالأعراب من كلّ مكان ، وكانوا لا يرتبطون بالأرض ارتباط المزارع بأرضه ، فلا يستقرّون في مكان إلّا إذا وجدوا فيه الكلأ والماء ، فإذا جفّ الكلأ ، وقلّ الماء ارتحلوا إلى مواضع جديدة. (1/91) ولذلك صارت حياتهم حياة قاسية ، يتمثّل مجتمعهم في القبيلة ، فالقبيلة هي الحكومة والقوميّة في نظر البدويّ ، وكانت هذه الحياة لا تعرف الرّاحة والاستقرار ، ولا تعترف إلا بمنطق القوّة ، حياة جلبت المشقّة لأصحابها ، والمشقّة لمن يقيم على مقربة منهم من الحضر ، فهم في نزاع دائم فيما بينهم ، ثمّ هم في نزاع مع الحضر. ولكنّ العربيّ من ناحية أخرى مخلص ، مطيع لتقاليد قبيلته ، كريم يؤدّي واجبات الضّيافة ، والمحالفة في الحروب ، كما يؤدّي واجبات الصّداقة ، مخلصا في أدائها ، بحسب ما رسمه العرف ، وقد نطق به شعرهم ، وزخر به أدبهم ، من حكم وأمثال ، ومثل ، وقيم. والعربيّ يحبّ المساواة ، ويعشق الحرّية ، وهو رجل جادّ ، صارم ، قلّ في مجتمعه الإسفاف ، محافظ ، متمسّك بحياته ، معتزّ بما كتب له ، وإن كانت حياة خشونة وصعوبة. والممعن في البداوة منهم ضعيف الإيمان بدين ، قلّ أن يؤمن إلّا بتقاليد قبيلته ، وما ورثه عن آبائه ، مثله الأعلى في الأخلاق تركّز فيما سمّاه المروءة ، وتغنّى بها في شعره وأدبه. خالص ودى وتقديرى http://www.habebe.net/vb/t48520.html
__________________
|
|
|